يوسف المحبة
تحذير : من لايؤمن بالمحبة فلا يقرأ هذا النص
من خيوط الفجر البهيج
تلملم بقايا اغنية قديمة
تحمل رائحة الاسفار البعيدة
وغبار السنين والواح الطين
ترفع رأسها الى السماء
حيث نجمة الصباح
تنظر اليها وتبتسم
ثم تردد بصوت شاحب
وتترنم :
ما أجمل هذا الصبح الأثير
والناعور
يعود ويدور
والثور فرحاً
يجرُّ ويخور
فكيف كانت الايام تسير ؟
والناعور الصبور
بالمعصم المكسور
بالدِمَن مطروح
على الصمت مجبور !!
والجدول الأنيق
وسيره الرقيق
بسقي الصبح سعيد
وعلى صوت الخرير
ترقص الفراشات وتطير
وعلى الضفاف
تنشر الوان البهاء
ونسيم الصباح
يداعب أمواج البردي
وسعف النخيل
واغصان الصفصاف
تهتز وتميل
لتُقبّل وجه الماء
وفي الكوخ الصغير
يكركر الطفل الصغير
مع العصفور الصغير
والسنونو يعود
من اعماق المواسم
ليبني من جديد
عشه القديم
على السقف المنخور
انه يوم جميل
يفيض بالسرور
انه البشير
بعودة الغريب
ما أجمل هذا اليوم البشير
ما أجمل هذا الصبح الاثير
***
تودع نجمة الصباح
تجمع بقايا صوتها المتلاشي
تحت أطلال النحيب والبكاء
والغناء الأخير
وتصرخ :
يا أهل الدار والديار
انه ولدي يوسف
آت من البعيد البعيد
ها انا أشم ريح يوسف
يوسف يعود
ولدي يعود
قلب الأم يعلم
قلب الأم خبير
يا فرحي
يا فرحي
انه العيد الكبير
أين النذور ؟؟
أين البخور ؟؟
أين خبز التنور ؟؟
اخيراً سيتحقق العناق !
اخيراً سيتحقق اللقاء !
***
فرحة اللقاء
تسرقها الاقدار الوحشية
وآلهة الموت تقطع نهر الشهيق
عن القلب الواهن الرقيق
وقبل ان تنام نواشر المعاصم
في البدن الهزيل الدقيق
تتبلبل الشفاه :
انه يطرق الأبواب
اسمعوا
افتحوا له الابواب
أين يوسف
أين ولدي
وتوضع في كفها حجارة صغيرة٭
الا تريدين يوسف ؟؟
هذا هو يوسف !!
وتضم كفها بقوة عجيبة
وتفتح عيونها بقوة عجيبة
تحدق نحو الباب
***
بعد ساعة من الرحيل
يطرق الباب
ترى من في الباب ؟؟
انه يوسف !!
لقد صدق قلب الأم أيها الناس
عاد يوسف
ولكن بعد فوات الأوان
ليبدأ صفحة الاياب
من رحلة الاحزان
ليبحث من جديد
عن امٍ تضمه بالاحضان
عن وطن بين الأوطان
عن رب يعبده
ليس من الاصنام والاوثان
عن دين ضاع بين الاديان
يحفظ له الكيان
كانسان
وللانسان
انه دين المحبة
انه الدين المفقود
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
زاحم جهاد مطر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
٭ من عادة العراقيين انه عندما احدهم يلفظ انفاسه الاخيرة وعند طلبه لرؤية احد الاشخاص فقبل رحيله وعند عدم حضور الشخص المعني يضعون شيئاً صغيراً من مقتنياته وعند عدم توفرها يضعون حجارة صغيرة ويقولون له هذا هو الشخص المطلوب .